أخبار المهجر
أخر الأخبار

«مصر وطن لكل عربى».. اليمنيون فى القاهرة: عوضتنا المحروسة عن تقاليدنا فى رمضان

هربت برديس السياغى من اليمن إلى القاهرة. لتنجو من أهوال الحرب التى أكلت الأخضر واليابس، ومحت ذكريات اليمنيين فى العاصمة صنعاء التى اشتهرت بأجوائها الرمضانية، فلا يمكنك الذهاب إليها فى الشهر الفضيل إلا وأنت مستمتع بجبالها وعادات أهلها التى لا تنقطع عنها أنوار الزينة ووجبات اليمن السعيد.
لم تعد برديس وحيدة فى القاهرة، بمرور الوقت، حيث خلقت الأوضاع جالية يمنية كبيرة تضمها شوارع القاهرة الكبرى وتتركز فى المناطق القديمة تحديدًا، ليتحول مع الوقت أشهر مطاعم الدقى إلى النكهات اليمنية بينما حملت مطاعم أخرى اسم اليمنى من بابه وأحبها المصريون وارتادوها مع الوقت لتنافس المطاعم المصرية وتبدأ بإدخال بعض الأكلات المصرية المحبوبة من اليمنيين.
جانب من المأكولات اليمنية

فى رمضان تتجمع برديس مع الآلاف من الجالية اليمنية التى تعد من أكبر جاليات العرب فى العاصمة، حيث يحب اليمنى أن يقول لكل عربى «لى وطنان أحدهما مصر» بسبب المعاملة الجيدة، ولأن القاهرة تفتح ذراعيها لكل العرب باعتبارها الشقيقة الكبرى للجميع.

وحسب درسة بحثية للباحثة الفرنسية مارين بوارييه، فى دراستها الضافية عن القاهرة كـ«مركز للجغرافيا السياسية والاجتماعية اليمنية» الراهنة، أشارت إلى أنه وفقًا لموظف فى السفارة اليمنية فى القاهرة فإن عدد السكان اليمنيين فى مصر ارتفع من 100 ألف فى 2014 إلى 500 ألف بحلول 2019.

ويؤكد مصدر من البرلمان اليمنى أن عدد اليمنيين المقيمين فى مصر تجاوز 800 ألف عام 2020.
«آية» لم تكمل حياتها فى اليمن من هول الحرب، وأضحت القاهرة ملاذًا لها مع الآلاف من الوطن الثانى مصر، حيث يبرز العديد منهم ناجحين وقادرين على بدء مشروعاتهم الخاصة إلى جانب استكمال التعليم فى الجامعات المصرية التى توفر تسهيلات عدة للوافدين اليمنيين بينما يبقى رمضان هو الشهر الأفضل على مدار العام داخل القاهرة.
تجمعات اليمنيين فى مصر خلال شهر رمضان

وتعتبر «آية» أن القاهرة تساوى شهر رمضان، حيث لا يضاهيها مكان آخر فى العالم أو فى العرب خاصة، مع التقاليد التى يحافظ عليها الناس وأنوار المدينة التى لا تنطفئ والاجتماع على الموائد فى الإفطار والسحور بينما يبقى جو الألفة من المصريين لكافة الوافدين واللاجئين من الأمور التى تعوضنا عن ألفة الناس والأهل والأصدقاء الذين نفتقدهم. ويظهر حجم المحبة للشعب اليمنى فى القاهرة من حجم التسهيلات التى وضعتها مصر للوافدين اليمنيين منها إعفاء كل من تجاوز عمره 60 عامًا، أو من كان عمره دون 16 عامًا، من رسوم الإقامة وغرامات تأخر التجديد، وإعفاء حاملى الجوازات «الدبلوماسية – الخاصة – المهمة» من شرط التأشيرة المسبقة، على أن تنطبق عليهم قواعد الإقامة نفسها التى تطبق على حاملى جوازات السفر العادية، مع منح المواطنين اليمنيين ميزة عن سائر الجنسيات الأخرى بإقامة أول 6 أشهر من دون رسوم، ومنح المتزوجين بمواطنات مصريات، ومن لديهم أبناء يحملون الجنسية المصرية، إقامة سنوية متجددة.

كما يمنح اليمنيون الذين يمتلكون شققًا سكنية تزيد قيمتها على 50 ألف دولار، وأقاربهم من الدرجة الأولى، إقامة سنوية متجددة، ويمنح الدارسون بالمدارس والجامعات والمعاهد المصرية، وأقاربهم من الدرجة الأولى، إقامة سنوية متجددة حتى الانتهاء من الدراسة، ويمنح أيضاً من لديهم أعمال وسجلات تجارية، وأقاربهم من الدرجة الأولى، إقامة سنوية متجددة، وكذلك المستثمرون عبر الهيئة العامة للاستثمار، يمنحون وأقاربهم من الدرجة الأولى إقامة لمدة 5 سنوات متجددة.

«بشار»، يمنى يعيش فى القاهرة، يعتبر أن شهر رمضان فى اليمن له خصوصات دينية وتقاليد اجتماعية جميلة، رمضان فى اليمن فيه ألفة أكبر لأنه يجمع الأهل والناس والأصدقاء، بينما فى مصر توجد تقاليد جميلة مثل تزيين الشوارع والبيوت والمنازل، وعلى العكس لا يوجد ذلك فى اليمن واندثرت هذه العادات بسبب الحروب.

وأضاف أن الأمسيات الدينية والحلقات القرآنية موجودة فى اليمن بشكل أكبر والاجتماع مع الأهل والأصدقاء خاصة فى فترة قبل السحور، قائلًا فى مصر شعرت بالألفة والتراحم بين الجميع ولكن بُعد الأهل يجعلك لا تشعر بالألفة.

ويشير إلى أنه فى القاهرة تحديدًا الناس لا تزال متمسكة بالتقاليد الشعبية من الفوانيس والموائد فى مختلف الشوارع، الناس فى الشوارع ينتظرون لإفطار الصائمين. كل هذه مظاهر لا توجد فى أى دولة عربية تقريبًا، ومع احتلال اليمن من الحوثيين تقريبًا كل هذه التقاليد اندثرت مع الوقت بينما عوضتنا مصر عن هذه التقاليد.

المصدر /المصري اليوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى